الأحد، 24 أبريل 2011

أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون


أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون


للدكتور مسلم تسابحجي
كتاب بعلّم كيف تكون التربية الحقيقية وهذه فقرة من الكتاب:

وما أولادنا إلا مرآة لنا:
في أحد الأيام كان هناك متسلّقان يصعدان طريقاً جبليّاً , وفجأة وجدا نفسيهما وجهاً لوجه
أمام دبّ ضخم , جلس أحدهما فوراً على الأرض وسحب زوجاً من أحذية الركض
من حقيبته الموضوعة على ظهره وبدأ ينتعلهما بسرعة بعد خلع حذاء التسلق الضخم
فحدّق المتسلق الآخر فيه مندهشاً وسأله: ماذا تفعل ؟ هل تظنّ أنك تستطيع أن تسبق الدب؟؟
أجاب المتسلق الأول : ليس المهم أن اسبق الدب المهم أن اسبقك أنت!!
لا مانع في أن نفكر كما فكر المتسلق الأول في بعض السياقات , ولكن هذا النمط من التفكير غير مقبول وغير عملي عندما نكون في إطار الاسرة, كان الحل لدى المتسلق الأول هو الهرب ومحاولة إبعاد نفسه عن الموقف الصعب, وربط نجاته بقدرته على التفوق
في المناورة وهزيمة الآخر الذي يصبح ضحية لذلك الموقف الخطير,

ولكن عندمايكون هذا الآخر جزءاً مني وأنا جزء منه , فلا معنى لنجاتي من دون نجاة الآخر إلا إذا قبلت بالقول الشائع :
نجحت العمليّة ولكن المريض مات..
كثير من الآباء والأمهات يهربون من المواقف الصعبة, يهربون من تحمل المسؤولية ويحاولون إلقاءها على شخص آخر.
لذلك يتركون كثيراً من واجباتهم التي لن يستطيع غيرهم
القيام بها.
 يتركونها للروضة أو المدرسة أو لمقدمي الرعاية أو لأي شخص أو جهةيرسلون الأطفال إليها.

كثير من الآباء والأمهات يأتون إلي في استشارة تربوية وهم يريدون منذ البداية أن يأتوا بابنهم المشاكس أو ابنتهم المراهقة لأصلحها لهم .
 ولكني أصر على أن اقابل الأهل أولاً وفي اكثر الأحيان لا أقابل إلا الأهل لأن الإصلاح والحل يبدأ من الأهل وليس من الأبناء..
_لا تتبنّ طريقة "المقاول العام"
في القيام بواجبك التربوي
باستعمال أو استئجار "مقاولين فرعيين"
للقيام بالعمل الفعلي المتمثّل
ببناء أبنائك أو تدريبهم وتعليمهم وتربيتهم .
_ أحياناً اشرح واجب الآباء والأمهات في حمل المسؤولية بمثال بسيط:
هل حدث معك أنك اكتشفت_بعد انتهائك من ارتداء القميص _ أنك قد اخطأت في تزرير الأزرار بحيث بقي زر في الأعلى ليس له عروة أوبقيت عروة ليس لها زر؟؟
بالطبع كل منا مرّ بهذه التجربة المضحكة وخاصة عندما نكون على عجلة من أمرنا, كيف نكتشف عادة أننا أخطأنا؟!؟
طبعاً عندما ننظر إلى المرآة ونرى قبة مرتفعة وأخرى منخفضة..
ماذا نغعل عادة؟!؟
طبعاً سوف نحمل المسؤولية ونصحح الخطأ..
إلى أين نتوجه بأيدينا عادو عندما نريد إصلاح الخطأ؟!؟
طبعاً باتجاه أنفسنا , وبالرغم من أننا رأينا الخطأ هناك في المرآة  إلا أن أي عاقل منا لن يتوجه
بيديه نحو المرآة ليصلح الخطأ…
لماذا؟!؟
لأننا إذا توجهنا بأيدينا نحو المرآة فسنكسرها ونجرح أيدينا, وعندئذ لا نرى الخطأ بالرغم من أنه ما زال موجوداً.!
أبناؤنا _أيها الأخوة القرّاء_هم مرآة لنا نرى في تصرفاتهم انعكاساً لتصرفاتنا .
نسمع في كلامهم صدى أقوالنا,فإن لم يعجبنا شيء فعلوه أو قالوه فلنتجه إلى أنفسنا ولنصلح منها.
الطفل العنيد وراءه أب وام أعند منه.
والابنة التي تخاف وراها عادة أم تخاف أكثر منها.

والابن الانفعالي وراءه أسرة رضع منها الانفعال.
 والاطفال الذين يصرخون وراءهم أسرة لم يعوّد فيها الأبوان نفسيهما ضبط النفس وإدارة الذاتوخفض الصوت.
والطفل الذي يضرب عندما ينزعج من شيء قد ضُربَ مراراً من قبل أبويه عندما انزعجوا منه…
*********
مساكين أنتم يا أبناءنا, ما اكثر ما نعاقبكم بسبب اخطائنا!
مساكين أنتم يا أبناءنا ,ما أكثر ظلمنا لكم بسبب تقصيرنا!
مساكين أنتم يا أبناءنا , ما اكثر ما نعاتبكم عى ما تعلمتموه منّا!
مساكين أنتم ياأبنائنا , ما أكثر ما نلومكم على أشياء نفعلها نحن أكثر منكم!
مساكين أنتم يا أبناءنا , كم مرة نضغط عليكم للقيام بأمور فشلنا نحن في تحقيقها!
مساكين أنتم يا أبناءنا , كم نحمّلكم أوزارنا!
ثمّ إنكم بعد ذلك كله تحبوننا وتصفحون عنّا وترحموننا!!!



0 التعليقات :

إرسال تعليق