تتهم الألعاب الإلكترونية بأنها تعلم الأطفال العدوانية وعدم القدرة على التواصل مع اترابهم، وعلى الرغم من اعتراف الأهل بهذه الآثار السلبية لتلك الالعاب على شخصية الطفل، خاصة تلك الالعاب التي تحتوي على مشاهد مليئة بالعنف والقتل والدم، الا أننا كأهل نشكو من آثارها، بينما ندفعهم لممارسة هذه الألعاب. «ابني مدمن» تؤكد أم سعد بأن طفلها كان هادئا بطبعه، الا انه اصبح عصبيا، لحوحا؛ بعد أن أدمن هذه الألعاب، فهو يصرخ، ويقفز من مكانه بينما يلعب هذه الألعاب، لقد حاولت أن احدد له أوقاتا والعابا معينه حتى يتحسن سلوكه. استجيب لبكائه تقول ام صلاح بعد نجاح ابني في الصف الرابع، احضرت له- وبناء على الحاحه- بلاي ستيشن، وهو لا يترك اللعبة أبدا، حتى انه اصبح لا يعرف كيف يلعب مع الأطفال الاخرين او حتى بناء جسور صداقة معهم، حاولت حرمانه من اللعب، الا انه يبكي ويلح عليّ، واستجيب لبكائه في الغالب. بعيدا عن الازعاج تقول ام محمد بان هذه الالعاب ما هي الا وسيلة لتسلية الطفل وانشغاله، وهي فرصة لي لعمل الكثير من الأمور بعيدا عن ازعاج الابناء، وبالتالي أقوم أنا بدفعهم لهذه الالعاب دفعا. فيما تعترف ام علي بأنها تعتبر هذه الألعاب فرصتها لينشغل طفلها عنها، فمن حقها ان تجلس وتستمتع بمتابعة مسلسلها المفضل بهدوء. راي العلم تقول المرشدة التربوية والسيكولوجية وفاء الزاغة: إن من اسباب عدوانية الطفل مشاهدة أفلام العنف والرعب هذه تؤدي الى محاكاة اسلوب الدراما العنيفة خاصة أن الطفل كما قال العالم بندورا «إن الطفل بالمحاكاة يقوم بتقليد نفس الاسلوب» وقد استخدم بذلك تجربة شهيرة أثبتت أن الاطفال الذين شاهدوا التجربة العدوانية من خلال المسرح مباشرة كانوا أكثر عدوانية وعنفا من العينات الاخرى. وتقول تبع هذا العالم عدة علماء قاموا بنفس التجربة، حيث عرضوا أفلاما غير عدوانية على مجموعة من الأطفال، وأفلاما اخرى عدوانية على مجموعة اخرى، وبعد العرض لوحظ من خلال سلوك المجموعتين أن المجموعة الأخيرة كانت أكثر ميلا للعدوانية. الحياة اكثر تعقيدا تؤكد وفاء أن مواقف الحياة أكثر تعقيدا واثرا على نفسية الطفل، فالعوامل البيئية مثلا قد تزيد العدوانية لدى الطفل، فمثلا اثبتت التجارب ان المنزل المليء بالمشاحنات، والضرب، أكثر اثرا على الطفل من هذه الالعاب او حتى الأفلام التي تحمل مشاهد العنف. مؤكدة أن التوازن هو الأفضل؛ فلا نحرم الأطفال من هذه الألعاب، ولا نتركهم يتسمرون أمام الشاشة لفترات طويلة، بل علينا أن نتركهم يلعبون لفترات قصيرة وأن نشاركهم هذه الألعاب وهوايات واهتمامات اخرى. شبيهة بالتلفزيون وتقول وفاء: إن هذه الألعاب شأنها شأن التلفزيون في قطع الحوار الاسري وتجعل هؤلاء الابناء منعزلين، وهذا يعني اننا نربيهم ليكونوا في المستقبل ازواجا صامتين، يميلون الى الالات أكثر من الحوار والتواصل اليومي مع الزوجة والابناء. الاخبار ودورها هناك مسؤولية اخرى لعدوانية الاطفال، منها مشاهدة الأخبار التي تحتوي على صور قتل، ومظاهرات، وعمليات القمع، واطلاق النار، والمشاجرات، لديه ذاكرة تصويرية وهي أخطر مما عرف «بالصدمة التصويرية» أو الصدمة النفسية لأن الطفل عندما يلتقط مثل هذه الصور لا يحاكمها وانما يخزنها في عقله الباطن وخاصة اذا تكررت المشاهد نفسها او ما يوازيها او كانت المشاهدة في حالة استرخاء أما التلفزيون، فان العقل الباطن يكتسب أكثر صورا ولا يحاكمها ويخزنها، ولتطفو في نفسه وتتجسد في سلوكه من جديد. سلاح ذو حدين الألعاب الإلكتروينة سلاح ذو حدين علينا الحذر من الافراط في التعامل معها. رغم أن معظم الأهل يجهلون الكثير عن الألعاب الإلكترونية، ويعتمد الكثيرون منهم على ما يقترحه أطفالهم، إلاّ أن بإمكانهم وضع شروط معروفة مسبقاً قبل شراء اللعبة، أهمها: ألاّ تتضمن عنفاً. ألاّ تكون العابا تعتمد على مغامرات البطش بالآخرين. وأن تكون بعيدة عن عالم السلاح والهجوم والانتصار. علما بأن ذاكرة الأطفال تختزن أفضل وأجمل الذكريات عن اللقاءات العائلية والألعاب والهوايات التي يمارسها الأهل مع أطفالهم. |
الثلاثاء، 31 يناير 2012
الألعاب الإلكترونية .. سلاح ذو حدين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 التعليقات :
إرسال تعليق