الأحد، 23 أكتوبر 2011

الذاكرة آمنة.. كلما كان المزاج سلبياً

    إذا تعكر مزاجك فلا تبتئس.. إذا حاصرك النكد فلا تعتقد أن ذلك نهاية الكون وتصر على أن حياتك قد انتهت وتوقفت عند حدود هذا اليأس.
ولا تدخل نفسك في مقارنة سريعة ووقتية مع من هم سعداء في لحظة تعاستك، ومن يتمتعون بصفاء اللحظة والفرح كما تعتقد.
ففي دراسة أجريت في استراليا أظهرت تجاربها ان الحزن يجعل الناس أقل عرضة للانخداع ويزيد من قدرتهم على الحكم على الآخرين كما يقوي الذاكرة.
وأظهرت الدراسة أيضاً التي أشرف عليها جوزيف فورجاس أستاذ علم النفس في جامعة نيوساوث ويلز أن الناس الذين يعانون من المزاج السلبي يكونون أكثر قدرة على النظر بعين ناقدة في البيئة المحيطة بهم مقارنة بالسعداء الذين يميلون عادة لتصديق كل ما يسمعونه.
وقال فيما يعزز المزاج الايجابي القدرة على الابداع والمرونة والتعاون والاعتماد على البدهيات العقلية، يزيد المزاج السلبي من القدرة على التفكير المتيقظ الحذر وإيلاء انتباه أكبر للعالم الخارجي. وأضاف أن البحث توصل إلى أن الحزن يعزز استراتيجيات معالجة المعلومات الأكثر ملاءمة للتعامل مع المواقف الأشد إلحاحاً.
وفي الدراسة أجريت تجارب عديدة بدأت باستحداث شعور الحزن أو السعادة عن طريق مشاهدة أفلام أو تذكر أحداث ايجابية أو سلبية.
وفي احدى التجارب طُلب من المشاركين الحكم على أساطير وشائعات ووجد أن الأشخاص الذين يعانون من حالة مزاجية سلبية أقل تصديقاً لهذه الروايات.
وكان هؤلاء أيضاً أقل اتخاذاً للقرارات السريعة المبنية على أساس عنصري أو ديني، كما كانوا أقل خطأ في تذكر الأحداث.
ووجدت الدراسة أيضاً أن من يعانون من مشاعر الحزن كانوا أفضل في وصف حالتهم كتابة وهو الأمر الذي أكد أن المزاج السلبي إلى حد ما قد يعزز فعلاً أسلوب اتصال أكثر واقعية وتفاعلاً وفي النهاية أكثر نجاحاً.
وسجل فورجاس أخيراً ملاحظة وهي أن المزاج الايجابي على اطلاقه غير مرغوب فيه. فذوو المزاج السلبي أقل عرضة للخطأ في الحكم على الآخرين وأكثر مقاومة لاختلال الذاكرة كما أنهم أفضل في توجيه وسائل مقنعة.
والدراسة السابقة قد تتواءم معها عندما تُقاس على المستوى الشخصي، ويتم التفاعل معها بهدوء خاصة وأن السعادة والفرح تفتح أبواب الانطلاق والحركة وعدم التركيز أو التروي، وأخذ بعض الأمور بعدم جدية كافية. يعكس حالات الحزن والألم التي تدفع إلى التركيز والهدوء، والتفاعل مع اللحظة، والنظر من زوايا متعددة تعطي أحكاماً أكثر انضباطية.
ومع التركيز على تقوية الذاكرة التي يدفعها الحزن إلى الأمام ويزيد من فعاليتها ويصبح عاملاً أساسياً لتحسينها، تتعرض الذاكرة للفقد، أو الاسترخاء أحياناً ومع التقدم في العمر، وقد يعجز الإنسان عن التذكر أو الاستيعاب لكن بالامكان تحسين الذاكرة والسيطرة عليها لمنع النسيان من خلال:
- تقليل الضغط النفسي، والتوتر المزمن ومعايشة حالات الاجهاد العالية التي ينتج عنها إفراز هرمون الكورتيزول الذي يضعف عمل الذاكرة، فيما تؤدي تمارين التأمل والاسترخاء إلى تهدئة الدماغ وتخفيض الاجهاد.
- الاهتمام بالغذاء.
- ممارسة تمارين رياضية لدفع كميات أكبر من الدم إلى المخ للمساعدة في نمو الخلايا.
- ممارسة رياضة ذهنية؛ مثل الكلمات المتقاطعة أو أي ألعاب أخرى لجعل الذاكرة أكثر حدة ونشاطاً.
- الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية بتخصيص جزء من الوقت للأصدقاء والمعارف والاهتمام بالهوايات.
- تعلم شيء جديد من خلال الانضمام إلى معهد لتعليم احدى المهارات أو لغة أجنبية لتجنب ضعف الذاكرة.
- التقيد بروتين عند العودة إلى المنزل، بوضع الأشياء في مكان ثابت.
- إعداد قائمة، من خلال حمل دفتر أجندة لتسجيل الأشياء المهمة بدلاً من الاعتماد على الذاكرة.
ومع كل ما سبق من محاولات البعض للحفاظ على ذاكرتهم والحرص الشديد عليها قد ينسى أحدنا أحياناً اسماً، أو وجهاً مألوفاً لسبب غير معروف، ويحاول عدم الخوض فيه مرة أخرى.
الكاتب / نجوى هاشم
 http://www.alriyadh.com/2011/10/18/article676704.html

0 التعليقات :

إرسال تعليق