إن الحرمان من أشياء يحبها الطفل كوسيلة لعقابه هي من أنجح طرق العلاج النفسي في قمع سلوك غير مرغوب، ولكن الالتزام بهذا الحرمان هو شرط أساسي من شروط نجاح العلاج، ولعل حرمان الطفل من الأشياء أو الموضوعات المادية هي التي تكون أكثر تأثيرا من الأمور المعنوية في عمر ما، فحرمانه من لعبة يحبها وهو في عمر السنوات الأربع مثلا هو أكثر تأثيرا من التهديد بمقاطعة الحديث معه، ولعل التدليل في التربية هو الرديف الأول للقسوة في التربية، فالاثنان يصبان في الاتجاه نفسه ولكن التوازن في التربية مدا وجزرا هو الطريق الأمثل لبناء إنسان صالح، فنحن نشاهد بعض المواقف لأطفال يدخلون إلى محال الألعاب ليجمعوا في العربة كل ما يرغبونه، وفي المقابل نجد آباء يضربون أبناءهم من أجل أن يحرموهم من شيء ما يرغبونه وكلا الاتجاهين خاطئ، ومن أهم الموضوعات التي يجب أن يتعلمها الطفل هي كيفية التوفير المادي وذلك من أجل أهمية غرس المعرفة الحقيقية لقيم الأشياء ولا يعني أنه يجب أن يكون الأب فقيرا لتعويد الطفل على تلك الخطوة، ولكن الاستهتار المادي هو الذي زرع أمامنا كثيرا من نماذج رجال عصاميين جمعوا ثروات كبيرة ولكن أبناءهم فرطوا في الطريقة الصحيحة للمحافظة عليها.. التربية فن في غاية الصعوبة وهل نستطيع أن نطبق فعلا ما نتشدق به نظريا على أرض الواقع؟
د. نجلاء أحمد السويل
صحيفة الاقتصادية الالكترونية
0 التعليقات :
إرسال تعليق