جاء في دراسة علمية جديدة أن "الضغوط النفسية يمكن أن تنتقل بالعدوى من إنسان لآخر بطريقة لا شعورية ومن دون وعي". وقبل الخوض في تفاصيل الدراسة علينا أن نستعرض إحدى الحالات التي تعد نموذجًا لهذه النظرية إذ تقول البريطانية جولي هول من ويمبلدون 38 عامًا "إنها كانت وعلى مدى أشهر تعشق وظيفتها وتنعم بتناغم مع زملائها وتتمتع بحماس وإقبال على العمل، ولكن الأمور سرعان ما تغيرت بتعيين مديرة جديدة لإدارتها التي كان مزاجها يتسم بالعصبية والحساسية، ثم بدا واضحًا أنها تعاني من توتر نتيجة تعرضها لأي موقف وباتت ردود أفعالها تجاه الموظفين يصاحبها نوع من التذمر كما أنها اعتادت أن تصب جام غضبها بصوت عالٍ". وتقول جولي "إنها بطبعها شخصية سلسلة وسهلة القيادة ولكنها بدأت تشعر أن التوتر قد نال منها في ظل توتر المديرة الجديدة وبات من الصعب عليها التركيز وهو الحال نفسه الذي بدأ يشعر به بقية زملائها في العمل إذ اعتادت المديرة الجديدة على أن تتصرف معهم بعدوانية، وسرعان ما بدأ التوتر ينتشر في أرجاء المكتب وبل وينتقل مع جولي وزملائها إلى منازلهم وبدا الأمر وكأن الجميع قد أصابتهم عدوى عصبية وتوتر مديرتهم".
وتؤكد صحة هذه النظرية "دراسة جديدة إذ تقول نتائجها إن "الضغوط النفسية والتوتر يمكن أن ينتقلا بالعدوى من شخص إلى آخر مثله مثل أمراض البرد والإنفلونزا ولاسيما في أماكن العمل".
وجاء في الدراسة أيضًا "أنك وعندما تجلس إلى جوار زميل لك في العمل دائم الشكوى والتبرم والنواح بسبب ضغوط وسياسات العمل أو تستمع لمخاوف زميل آخر من رئيسه في العمل أو حبيبه أو تأزمه من الأوضاع المالية والبنكية، فإنك تعرض نفسك للإصابة بمخاوفه نفسها وأنينه وتبرمه وشكاواه". فقد اكتشف العالم السيكولوجي في جامعة هاواي البروفيسور إيلاين هاتفيلد "إمكان انتقال مشاعر القلق السلبية والضغوط ومعاناة الآخرين بسهولة وسرعة في أماكن العمل". ويقول هاتفيلد "إن الناس بصفة عامة يتمتعون بالقدرة على محاكاة تعبيرات أصوات وأوضاع الآخرين والملامح والتعبيرات التي ترتسم على ملامح وجوههم بسرعة مذهلة، وبالتالي فإن هؤلاء الناس قادرون أيضًا على تقمص شخصية الآخر وحياته العاطفية وبالتحديد تبرمه وضغوطه النفسية".
وتقول الدارسة أيضًا "إن الإنسان عادة ما يكون أشبه بالإسفنجة التي تتشرب وتلتقط ما يمكن أن نطلق عليه اسم العدوى العاطفية التي تنبعث من الأفراد المحيطين به. وما إن يتشرب الإنسان ضغوط الآخرين فإنه سرعان ما يبدأ في الإحساس بالضغوط نفسها أيضًا والتركيز على مواقف يمكن أن تزعجه".
كما كشفت الدراسة أيضًا عن "أن النساء مقارنة بالرجال أكثر عرضة للإصابة بعدوى انتقال الضغوط النفسية والمخاوف والقلق ومشاعر السخط والتبرم وذلك بسبب أن النساء تميلن إلى التعاطف مع الآخرين وبالتالي العزف على نغمة الشكوى نفسها والتبرم التي يبديها الآخر".
http://arabstoday.net/index.php?option=com_content&view=article&id=174510&catid=321&Itemid=118
وقد تساءل الدكتور الرخاوي من قبل هل المرض النفسي معد ؟
وتجد إجابته كمختص في الطب النفسي على صفحته http://www.rakhawy.org/a_site/psychotherapy/books/Hayetana_we_eltab/22.htm
0 التعليقات :
إرسال تعليق